كما كان متوقعا ، فقد أعلن تنظيم القاعدة في العراق اليوم ، الثلاثاء، مسؤوليته عن التفجير المزدوج الذي ضرب العاصمة بغداد قبل يومين وأسفر عن استشهاد اكثر 147 شخصا وجرح ما يزيد على 600 شخص وإصابة أكثر من 500 بجروح، فيما يعد اعنف هجوم دموي بعد مرور نحو شهربن على تفجيرات الاربعاء التي شهدتها في التاسع من اب – اغسطس الماضي .
وجاء في البيان الذي بثه التنظيم الارهابي على الانترنت ، أن من بين الأهداف المستهدفة وزارة العدل التي وصفتها بأنها "وزارة الظلم والجور"، ومجلس محافظة بغداد المسمى بـ"المجلس التشريعي لحكومة بغداد المحلية."
وهذا التبني للعملية الارهابية من قبل تنظيم القاعدة ، لايلغي دور حزب البعث البائد وعناصره في المشاركة في الاعداد والتخطيط لهذه العملية الارهابية ، خاصة وان تحالفا تم اقامته بين البعثيين والتكفيريين منذ نحو ستة شهور بوساطة حارث الضاري رئيس ما يسمةى بهيئة علماء المسلمين في العراق والمتنقل بين الاردن وسوريا والامارات ومصر.
وكانت اوساط نيابية وسياسية وشعبية قد اتهمت الحكومة بانها مقصرة في تعقب المتسللين في الاجهزة الامنية ، وان هذه العملية انما تمت بوجود عوامل عديدة من بينها وجود اختراقات كبيرة في هذه الاجهزة.
كما ان محافظ بغداد، صلاح عبدالرزاق، قد وجه اتهاما الى الأجهزة الأمنية بالتقصير أو التواطؤ مع منفذي هجمات الأحد الدامي.
واعتبر المراقبون ، هذا التصريح من المحافظ المحسوب على حزب الدعوة والمقرب من المالكي ، بمثابة رضوخ من قيادي حزب الدعوة ، للتيار القوي الذي يضم نوابا وسياسيين الذي يحمل المالكي مسؤولية تكرار هذه التفجيرات المروعة لانه لم يكن فعالا في تعقب واستصال البعثيين المتسللين للاجهزة الامنية .
كما ان وزير الداخلية جواد البولاني نفسه يواجه انتقادات نيابية وشعبية بانه يوفر للضباط البعثيين الكبار في وزارة الداخلية حماية وحصانة ويمنع تعقب المتسللين من البعثيين في وزارة الداخلية .
وقال صلاح عبدالرزاق أن "ما نراه من خلال كاميرات المراقبة خطأ بشري واضح" في إشارة إلى سوء أداء القوات الأمنية، وفقاً لما ذكرته صحيفة الزمان العراقية.
وأشار إلى اتخاذ إجراءات أمنية مشددة وقال "نحن نراجع جميع الخطط الأمنية بعد ما حدث. علينا أن نعد خططا جديدة خصوصا في منطقة الصالحية لأهمية الوزارات."
وأثار التفجير المزدوج، الذي وقع في وسط بغداد، وفي منطقة قريبة من المنطقة الخضراء المحصنة، تساؤلات وشكوكاً حول الوضع الأمني في العراق وحماية الانتخابات الوطنية المقررة في يناير/كانون الثاني المقبل.
ورغم أن الشكوك منذ البداية تحوم حول تنظيم القاعدة ذلك أن التفجير يحمل بصماتها، إلا أن رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، اتهم عناصر بعثية وتنظيم القاعدة بالوقوف وراء التفجير المزدوج.
من جانب اخر دعا الرئيس العراقي، جلال الطالباني، دول الجوار إلى الامتناع فوراً عن إيواء وتمويل وتسهيل عمليات القوى التي تجاهر بعدائها للدولة العراقية ومؤسساتها، مضيفاً أنه "لم يعد مقبولاً أن توفر أجهزة الإعلام في هذه الدول وغيرها منابر مجانية للتحريض وبث الفتن."