قالت كوريا الشمالية إنها أجرت بنجاح تجربة نووية تحت الأرض في صباح يوم 25 مايو/ أيار، فيما دعا رئيس كوريا الجنوبية لي ميونغ باك إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن القومي في بلاده.
واعلن فيتالي تشوركين مندوب روسيا الدائم في هيئة الامم المتحدة ان مجلس الامن الدولي سيعقد في يوم 25 مايو/ايار اجتماعا لبحث هذه المسألة . فيما اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من جانبه في حديث للصحفيين في كوبنهاغن عن قلقه العميق بصدد التجربة النووية الكورية مؤكدا كد انه سيتابع باهتمام الوضع في المنطقة وسير المشاورات التي سيجريها مجلس الامن الدولي خلال جلسته الطارئة في نيويورك.
وقالت مصادر كورية جنوبية إن التجربة أجريت في منطقة كيل جو بمقاطعة هام كيونغ الشمالية. وقد رصدت هيئة الأرصاد الجوية في سيئول هزة أرضية إصطناعية بقوة 4.5 درجة بمقياس ريختر، وذلك أثناء إجراء التجربة النووية في كوريا الشمالية.
يشار إلى أن هذه هي التجربة النووية الثانية التي تقوم بها بيون يانغ، حيث أجرت تجربتها الأولى في عام 2006. وتأتي بعد شهر تقريبا من إعلانها الانسحاب من المباحثات النووية السداسية.
وفي هذا السياق أكدت وزارة الدفاع الروسية معلومات عن قيام كوريا الشمالية بإجراء تجربة نووية في صباح يوم 25 مايو/ أيار.
وقال ممثل عن الوزارة "إن كوريا الشمالية، حسب معطياتنا، قامت فعلا بإجراء تجربة نووية في صباح اليوم شمال غرب البلاد"، مشيرا إلى أن وزن الحشوة التفجيرية المستخدمة يقدر بنحو 20 طناً.
هذا وقد قامت كوريا الشمالية صباح يوم 25 مايو/أيار ايضا باطلاق ثلاثة صواريخ قصيرة المدى استهدفت طائرات التجسس التي كانت تحلق فوق الموقع حيث اجريت التجربة النووية.
المجتمع الدولي يدين قيام كوريا الشمالية بهذه التجربة
ومن بيروت، عبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن قلق موسكو من هذه التجربة. وقال لافروف: "نعبرعن قلقنا ازاء تفجير نووي قامت به كوريا الشمالية بحسب المعلومات من بيونغ يانغ. ونعتقد أننا بحاجة إلى التحقق من صحة هذا الأمر. أما المعلومات التي حصلنا عليها فنقوم حاليا بتحليلها ودراستها. وإقترحت اليابان عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي اليوم، وأعتقد أننا سنناقش هذا الموضوع بالتفصيل حين انعقاد هذه الجلسة".
من جانبه وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما هذه الخطوة الكورية بإنها تحدي لكل المجتمع الدولي، مشددا على أن تصرف كوريا الشمالية يزيد توتر في المنطقة ويهدف إلى تقويض الإستقرار هناك. وقال أوباما إن التهديدات والأسلحة غير المشروعة لن توفر لكوريا الشمالية الأمن والإحترام. وأعلن أوباما أن واشنطن ستعمل مع أصدقائها وحلفائها من أجل التصدي لما أسماه بسلوكيات بيونغ يانغ.
واشار أوبام الى "ان برنامجي كوريا الشمالية النووي والصاروخي يشكلان تهديدا خطيرا للسلام والأمن في العالم. إنني أدين بشدة عملهم الطائش هذا. إن أعمال كوريا الشمالية تهدد سكان شمال شرق آسيا. كما تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي وتتعارض مع إلتزامات كانت أعطتها كوريا الشمالية سابقا. الأن يجب على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي إتخاد إجراءات ردا على ذلك. إن أفعال كوريا الشمالية تمثل تحديا لقرارات الامم المتحدة. وكنتيجة فإنها لم تعمق من عزلتها وحسب, بل هي ستعرضها للمزيد من الضغوط الدولية ".
من جهتها اعربت موسكو عن قلقها الشديد ازاء التجارب النووية التي تقوم بها كوريا الشمالية واعتبرتها انتهاكا مباشرا لقرارات مجلس الامن الدولي وضربة خطيرة للجهود الدولية الساعية لمنع انتشار الاسلحة النووية.
وقالت الناطقة بأسم الرئيس الروسي ناتاليا تيماكوفا إن ما تقوم به بيونغ يانغ سيؤدي الى حالة من عدم الاستقرار وزعزعة الامن في المنطقة، واشارت الى ان ما يرفع من مستوى القلق هو ان هذه التجارب تجري بموازاة تطوير التكنولوجيا الصاروخية. وفي سياق ردود الفعل دعت اليابان إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي.
فيما أعرب الإتحاد الأوروبي عن قلقه العميق إزاء تجربة كوريا الشماليا وإنتقدها بشدة.
احمدي نجاد يعلن ان بلاده لا تتعاون مع كوريا الشمالية في المجالين النووي والصاروخي
كما اعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في طهران بلاده لا تتعاون مع كوريا الشمالية في المجالين النووي والصاروخي. وقال ان ايران تعارض انتاج أسلحة الدمار الشامل وزيادة كميتها وانتشارها.
هذا وتفيد تقييمات معهد البحوث الاستراتيجية "الشرق ـ الغرب" ان ايران قادرة على صنع قنبلة ذرية عادية خلال فترة بين عام الى ثلاثة اعوام المقبلة. اما صنع الرؤوس النووية الصاروخية من اجل الصواريخ البالستية فسيتطلب منها 6 ـ 8 سنوات.
وهذا هو التقييم المشترك الاول حول التهديد النووي الايراني المحتمل الذي قام به الخبراء الروس والامريكان المتنفذون القريبون من قيادات البلدين.
كوريا الشمالية تأمل بإجراء المفاوضات مع الأطراف الأخرى من موقف القوة
وتعليقا على تجربة كوريا الشمالية قال غيورغي تالاراي مدير مركز الدراسات الكورية في أكاديمية العلوم الروسية لقناة "روسيا اليوم": "بيون يانغ قد توصلت إلى الإستنتاج في نهاية العام الماضي حول أن المفاوضات والبحث عن حلول الوسط في العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية لا يعطيها أية فائدة ولذلك إتخذت كوريا الشمالية القرار بالمراهنة على القوة العسكرية وذلك من أجل الدفاع عن نفسها ومن ناحية أخرى لإجراء المفاوضات من موقف القوة".
كما أشار تالاراي إلى "أنه من المعروف أن التجربة النووية جرت بعد 1.5 شهر تقريبا من خروج كوريا الشمالية من عملية المفاوضات، فأعتقد أن ذلك يعني أن بيون يانغ قد إتخذت هذا القرار سابقا، ما قبل ذلك بفترة طويلة. وتريد كوريا الشمالية أن تعتبرها الدول الأخرى دولة قوية ونووية، وبهذا المعنى تأمل بالحصول على مزيد من التنازلات من الغرب والولايات المتحدة الأمريكية".
رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما قسطنطين كوساتشوف يعارض فرض عقوبات اقتصادية جديدة ضد كوريا الشمالية
فيما قال قسطنطين كوساتشوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما ان فرض عقوبات اقتصادية جديدة على كوريا الشمالية سيكون خطأ حيث لن يسفر ذلك إلا عن نتائج معاكسة. واشار كوشاتشوف الى ضرورة مواصلة الحوار مع بيونغ يانغ بغية تسوية المشاكل القائمة. واكد في الوقت نفسه على وجوب اتخاذ المجتمع الدولي موقفا مشددا ازاء تحركات السلطات الكورية الشمالية ومطالبتها بالتنفيذ الاكيد لقرار 1718 الصادر عن مجلس الامن الدولي.
وقال كوساتشوف ان كوريا الشمالية بمواصلتها برنامجها النووي انما تود الحصول على مساعدات اقتصادية اضافية وتنازلات من سداسي المفاوضين الدوليين، مشيرا الى ان برنامج المساعدات الاقتصادية، بما في ذلك في مجال الطاقة الذي اقر سابقا لم ينفذ على أكمل وجه بعد.
