في تحالف يعتبر التحدي الاخطر للعراقيين الرافضين لحزب البعث وعودة رموز النظام البائد الى السلطة من خلال العملية السياسية، اعلن كل من د اياد علاوي رئيس حركة الوفاق الوطني ، وصالح المطلك رئيس جبهة الحوار الوطني ، تشكيل ائتلاف باسم " الحركة الوطنية العراقية " لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة .
وبرغم ان اياد علاوي محسوب على الشيعة ، الا ان اغلب كوادر حزبه هم من السنة او من الشيعة المغمورين وتتصدر قائمة قيادييه ، شخصيات بعثية يعرفها الشارع العراقي ، وبذلك يكون انضمام علاوي الى صالح المطلك بمثابة تشكيل لجبهة "سنية بعثية " هي الاوسع والاقوى حتى الان من بين الجبهات السنية التي اعلنت عن نفسها لخوض الانتخابات ، سواء جبهة " التجديد " لطارق الهاشمي، او" عراقيون " التي يتزعمها النجيفي ، او السنة الذين انضموا لائتلاف " وحدة العراق " .
وبرغم علمانية اياد علاوي وعدم اهتمامه بالصورة المذهبية لنشاطه الا أن " صالح المطلك " مصنف بانه سني متشدد وله جذور بعثية وتواصل مستمر حتى الوقت الحاضر مع البعثين الهاربين الى الخارج والمقيمين في عمان وصنعاء ودولة الامارات والقاهرة .
مصادر مطلعة اكدت لشبكة نهرين نت الاخبارية ، ان هذا الائتلاف الجديد " الحركة الوطنية العراقية " سيكون هو الائتلاف " الام " الذي سيستقطب الائتلافات والقوائم السنية الاخرى ومن بينها " قائمة التجديد " التي يتزعمها طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية والامين العام السابق للحزب الاسلامي السني ، و " تجمع عراقيون " الذي يتزعمه النجيفي وهو سني ذو جذور بعثية ايضا وهو يمثل القائمة العراقية في مجلس النواب .
ووفق هذه المصادر ، فان ائتلاف " الحركة الوطنية العراقية " يحظى بدعم اقليمي ودولي ، حيث يتمتع بدعم سعودي اماراتي قوي ، بالاضافة الى التاييد الامريكي والبريطاني له ، اذ انه يمثل احد التوجهات القوية لفريق الدبلوماسية الامريكية في بغداد ، الذي شكل كما البريطانيون ، غرف عمليات لمتابعة استعدادات الاحزاب والقوى السياسية لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة ، الى حد بات الشارع العراقي يتندر بمقولة شهيرة " كل البلاوي من مضيف هيل " اي كل التخطيط واثارة المشاكل تنبع من السفارة الامريكية ومن السفير كريستوفر هيل .
اذ ترى الادارة الامريكية التي تتابع الشان العراقي ونجحت بالتحكم بكثير من مفاصله ، ان " الائتلاف الوطني العراقي " يضم غالبية القوى والاحزاب الشيعية وهم يرتبطون بعلاقات جديدة قديمة مع طهران ، لذا ينبغي العمل على منعه من حصد مقاعد كثيرة في مجلس النواب المقبل .
ووفق هذه المصادر المطلعة " فان الخطوة الاولى لمنع الائتلاف الوطني من الاستئثار بالاصوات الشيعية التي تحقق الغالبية من الاصوات في مجلس النواب وهذا ماتحقق، وذلك بعدما رفض رئيس الوزراء نوري المالكي ، الانضمام الى الائتلاف الوطني العراقي واعلن تشكيل ائتلافه " دولة القانون " . لذا يبقى ، خلق ائتلاف وتجمعات سنية وبعثية في قبالة الائتلافات الشيعية ، الجزء الاهم حسب النظرة الامريكية وحتى البريطانية الذين هم ايضا غير بعيدين عن مساع تبذلها سفارتهم في بغداد للتاثير على خارطة الانتخابات وممارسة التاثير فيها ، وصولا الى خلق جبهة سنية متماسكة وقوية حتى تحصد اكبر عدد من الاصوات السنية وتمنع تشتت اصوات السنة .
ومن هذا المنطلق كان القرار السعودي والامارتي ايضا ،في المبادرة لدعم وتاييد أئتلاف" الحركة الوطنية العراقية " ودفع القوائم السنية للانضمام اليها ، ليكون هذا الائتلاف الجديد هو البديل لجبهة التوافق السنية التي دخلت الانتخابات التشريعية الماضية وتمكنت من تشكيل جبهة سنية الاكبر والاوسع من بين الجبهات والاحزاب السنية التي خاضت الانتخابات السابقة .
كما ان السعودية والامارات لاتقفان عند هذا الحد بل تشجعان بقوة ظهور قوائم وائتلافات شيعية وتقديم الامكانات المالية والدعم والمساندة ، حتى تكون منافسا ومشاغبا في ان واحد على " الائتلاف الوطني العراقي "وتساهم في تشتيت اصوات الشيعة .
ويميل المتابعون للشان العرافي ، الى الاعتقاد بان " ائتلاف وحدة العراق " الذي يتزعمه الشيعي وزير الداخلية ،جواد البولاني واغلب اعضائه من السنة مثل ابو ريشة والياور ، على غرار " الحركة الوطنية العراقية " التي اغلب اعضائها هم من السنة ايضا ، سيكون هو الاخرالائتلاف الاقرب جدا لائنلاف علاوي ومطلك ، وفي حال لم يعلن انضمامه اليهما الان، فانه سيكون الحليف الاول لائتلاف الحركة الوطنية العراقية داخل مجلس النواب القادم لتتشكل منهما ومن قوائم سنية وشيعية ضعيفة جبهة واسعة داخل قبة البرلمان بمقدورها ان تمارس دورا مؤثرا وكبيرا فيه يقف يوجه الائتلاف الوطني العراقي ، ويستطيع ان يتعامل " باتزاز " مع ائتلاف دولة القانون ، وهذا مما يشكل انتصارا كبيرا للسياسة الامريكية والبريطانية في العراق التي تسعى الى توجيه اقسى الضربات الامنية والسياسية للشيعة ، كما نجحوا حتى الان في استخدام ماكنة اعلامية وسياسية هائلة لتفريقه في محاولة لاضعافه وخلق مشاعر سلبية تجاهه لدى الراي العام العراقي .
