]
اعتبرت وزارة الخارجية الروسية قرار حلف شمال الأطلسي طرد دبلوماسيين روسيين يعملان في ممثلة روسيا لدى الناتو ببروكسل، "استفزازا وقحا".
وترى الوزارة أن هذه الخطوة تتعارض جذريا مع تصريحات قيادة الناتو حول استعدادها لتطبيع العلاقات مع روسيا. وجاء في بيان وزعته الوزارة يوم 30 أبريل/نيسان: "من الواضح بالنسبة لنا أنه وراء هذا الاستفزاز تقف قوى لا تريد مواصلة نهج تطبيع العلاقات، بل تبحث عن ذرائع لعرقل الحوار المثمر بين روسيا والناتو وروسيا والاتحاد الأوروبي".
وذكرت الوزارة ان الذريعة لطرد الدبلوماسيين مختلقة، وتعهدت باستخلاص الاستنتاجات من هذا الحادث.
ومن جهة أخرى اعتبر الرئيس الروسي دميتري مدفيديف مناورات الناتو في جورجيا المزمع أجراؤها في مايو/أيار المقبل
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
وكانت صحيفة "فاينانشل تايمز" البريطانية ذكرت في عددها الصادر يوم 30 أبريل/نيسان أن الناتو قرر طرد الدبلوماسيين الروسيين واحدهما ابن ممثل روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف، للاشتباه بتورطهم في النشاط التجسسي.
ونقلت الصحيفة عن مصدر في بروكسل أن طرد الدبلوماسيين جاء كرد فعل على الفضيحة المتعلقة باعتقال موظف إستوني رفيع المستوى كان يرسل معلومات سرية عن حلف شمال الأطلسي الى موسكو.
وحسب الصحيفة، اتخذ قرار طرد الدبلوسيين يوم 29 أبريل/نيسان أي في نفس اليوم الذي استؤنف فيه الحوار الرسمي بين موسكو وبروكسل في إطار مجلس روسيا-الناتو. وكان مندوب روسيا الدائم لدى حلف الناتو دميتري روغوزين قد قال عقب الإجتماع المذكور إن موقف الناتو تجاه روسيا يقود إلى أن السلام البارد سيحل محل الحرب الباردة بين الطرفين.
لكنه أعلن يوم 30 أبريل/نيسان ان طرد الدبلوماسيين الروسيين أدى الى تقليص النتائج الايجابية لاجتماع مجلس "روسيا-الناتو" الى "الصفر السياسي". وأكد أن الدبلوماسيين خلال عملهما في بروكسل كانا يقومان بنشاط دبلوماسي فقط وليس لهما علاقة بقضايا التجسس.
وقال: "لن تبقى مثل هذه الخطوات دون رد". وأكد ان رد موسكو سيكون واضحا وقاسيا.
طرد الدبلوماسيين الروسيين يهدف الى صرف الاهتمام عن مناورات الناتو في جورجيا
ذكر المحلل السياسي فلاديمير كوزين في لقاء مع قناة "روسيا اليوم" أنه على الرغم من أن قرار إبعاد البلوماسيين الروسيين من بروكسل اتخذ بعد فترة قصيرة من نشوء فضيحة التجسس لصالح روسيا في استونيا، الا أن هذين الدبلوماسيين ليس لهما علاقة بمثل هذه القضايا. واعتبر أن خطوة الناتو الأخيرة تهدف الى صرف اهتمام المجتمع الدولي عن قضية مناورات الناتو في جورجيا وتأجيل بحث القضايا الأساسية العالقة في العلاقات بين روسيا والناتو.
وأشار كوزين الى أن توقيع اتفاقيتين حول حماية الحدود المشتركة مع كل من أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية جاء كرد فعل روسيا على تلك المناورات. وأعاد الخبير الى الأذهان أن جورجيا شهدت في السنة الماضية مناورات مشابهة لخلف الناتو، وبعد فترة قصية بدأ العدوان الجورجي على أوسيتيا الجنوبية. وذكر كوزين أنه على الرغم من مشاركة 1300 شخصا فقط في هذه المناورات، لكنها تعتبر مهمة جدا من ناحية برنامجها. ولذلك يرى المحلل أن توقيع اتفاقيتي حماية الحدود جاء في وقته.