تل أبيب، 7 مايو (أيار).. تتابع الجهات الأمنية الإسرائيلية بقلق تطويرا صينيا جديدا هو عبارة عن منظومة صواريخ مضادة للطائرات من شأنها أن تعرض للخطر التفوق الجوي الإسرائيلي خلال غارة جوية محتملة على إيران.
وذكرت صحيفة "معاريف" أن الحديث يدور عن نسخة صينية لمنظومة الصواريخ الروسية الذكية المضادة للجو "س-300" التي تؤخر روسيا تزويد إيران بها. وهناك توجسات من احتمال قيام إيران بشراء المنظومة المذكورة من الصين.
وذكرت الصحيفة أن منظومة الصواريخ الصينية من طراز "2000 - FD" هي في الواقع نسخة صينية لمنظومة "س-300" الروسية. ويشعر العسكريون الإسرائيليون بالقلق من احتمال إقدام إيران على شراء هذه المنظومة من الصين حيث باستطاعة هذه الصواريخ التشويش على غارة جوية إسرائيلية محتملة على المنشآت النووية في إيران.
ويرى الخبراء أن الصاروخ الصيني الصنع أثقل من الصاروخ الروسي ويبلغ مداه 125 كلم مقارنة مع مدى الصاروخ الروسي البالغ 195 كلم.
وكان مصدر روسي مسؤول قد صرح في الخامس عشر من شهر أبريل 2009 بأن روسيا لم تباشر بعد بتنفيذ العقد الخاص بتزويد إيران بمنظومات "س- 300" الصاروخية المضادة للجو.
كما ذكر مصدر في وزارة الدفاع الروسية قد أشار في وقت سابق الى احتمال إرجاء عملية تجهيز إيران بمنظومات صواريخ "س-300" المضادة للجو الى أجل غير مسمى. ومن المتوقع أن يتم اتخاذ قرار بهذا الشأن على المستوى السياسي لأن العقد قد خرج عن الإطار التجاري، كما يؤكد الكثير من المراقبين والخبراء.
وتصدر تصريحات متناقضة بهذا الشأن من حين الى آخر فقد أكد مصدر رفيع المستوى في الهيئة الفدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني مع الدول الأجنبية أن روسيا تقوم بتنفيذ العقد تدريجيا، مشيرا الى أن قيمة الصفقة تقدر بمئات ملايين الدولارات.
وشدد المصدر على أن تنفيذ العقد بشكل كامل سيكون مرتبطا بطبيعة الوضع الدولي وقرار القيادة السياسية الروسية بهذا الشأن.
وتستطيع صواريخ منظومة "س-300" المطورة تدمير الأهداف الجوية "للعدو" على بعد 150-200 كلم. كما تتمتع هذه المنظومة الصاروخية بقدرتها على تدمير الصواريخ المجنحة والبالستية التي يصعب اكتشافها، وكذلك جميع أنواع الطائرات والمروحيات.
وتشير مصادر إعلامية روسية الى أن روسيا تؤجل توريد منظومات "س-300" لإيران في خطوة على طريق تهدئة ومصالحة الإدارة الأمريكية التي تُقلقها أنباء حصول طهران على أسلحة صاروخية. وتؤكد تلك المصادر أن هذا التأجيل لا يعني أن موسكو تراجعت عن قرار تصدير هذه الصواريخ إلى إيران. فالاتفاقية التي وقعتها موسكو وطهران تنص على أن روسيا ستسلم إيران منظومات "س-300" في موعد "يرضي الجانب الروسي".
ويرى مراقبون أن ذلك يتيح لروسيا استخدام صفقة منظومات "س-300" كورقة رابحة في مفاوضة الولايات المتحدة بهدف إرغام واشنطن على تقديم مقترحات مقبولة لموسكو
.