ملخص الخطبة
1- بعثة النبي لتمام مكارم الأخلاق. 2- النصوص تأمر بالصدق وتحذر من الكذب. 3- حالات جواز الكذب. 4- تحريم الكذب في المزاح. 5- تربية الأبناء على الصدق.
الخطبة الأولى
أما بعد:
فما أعظم ما امتدح الله تعالى نبينا محمدا عندما قال: وإنك لعلى خلق عظيم عندما قال: وإنك لعلى خلق عظيم فكانت إشارة رائعة إلى أهمية الأخلاق الطيبة الفاضلة ومكانها في البناء الإسلامي العظيم، وهي حصن قوي منيع يتحصن به المسلم ولقد أشار عليه الصلاة والسلام إلى ذلك عندما قال: ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق))، ويأتي في قمة هذه الأخلاق التي يحث عليها الله تبارك وتعالى: فضيلة هي أسس الفضائل ورأسها، وأعني بها الصدق، فالصدق عدا عن كونه أساس الفضائل النفسية، هو ضرورة من ضرورات الحياة الاجتماعية، بل هو أكبر أبواب السعادة للأفراد وللأمة، فحسبك مثلا في المعاملات المادية أن ترى نفسك مسوقا حين تريد ابتياع سلعة أن تفتش عن التاجر الذي عرف بالصدق،.
ولعل أصدق ميزان لرقي أمة من الأمم صدق أفرادها في أقوالهم وأعمالهم، وإنها لأزمة كبيرة تلك التي يعاني منها الناس في تعاملهم عندما يفقدون الثقة فيما بينهم لأنهم يفقدون خلق الصدق وينتشر بينهم خلق الكذب: الكذب في الأقوال والكذب في الأعمال، والكذب في النيات، فليس غريبا إذن أن تقف الشرائع كلها مشددة في خلق الصدق ،منكرة رذيلة الكذب.
والإسلام هو أشد الشرائع وطأة على الكذب والكذابين وأكثرها تنويها بالصدق والصادقين، فالله تعالى جعل الصدق قريب التقوى، فمن فقد الصدق فقد التقوى، حين يقول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ، ويعتبر الإسلام الصدق مفتاح البر والكذب مفتاح الإثم والفجور فيقول رسول الله : ((إن الصدق يهدي إلى البر، وان البر يهدي إلى الجنة، وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار))، والكذب عنوان خيانة كبرى يقول عليه الصلاة والسلام: ((كبرت خيانة أن تحدث أخالك حديثا هو لك مصدق وأنت له كاذب))، بل هو من آية النفاق: ((آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف، وإذا أئتمن خان)) بل إن الكذب لا يلتقي مع الإسلام ولا يطبع عليه المسلم وفي ذلك يقول عليه السلام: ((كل خصلة يطبع عليها المسلم إلا الخيانة والكذب))، وقد سئل يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ، ويعتبر الإسلام الصدق مفتاح البر والكذب مفتاح الإثم والفجور فيقول رسول الله : ((إن الصدق يهدي إلى البر، وان البر يهدي إلى الجنة، وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار))، والكذب عنوان خيانة كبرى يقول عليه الصلاة والسلام: ((كبرت خيانة أن تحدث أخالك حديثا هو لك مصدق وأنت له كاذب))، بل هو من آية النفاق: ((آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف، وإذا أئتمن خان)) بل إن الكذب لا يلتقي مع الإسلام ولا يطبع عليه المسلم وفي ذلك يقول عليه السلام: ((كل خصلة يطبع عليها المسلم إلا الخيانة والكذب))، وقد سئل أيكون المؤمن كذاب؟ قال لا، وهذا موقف تتقطع له ظهور الذين يخشون على دينهم وعلى كرامتهم ما دامت فيهم رجولة وإيمان.
وإن الكذب جبن وخسة وجرأة على الله يستحق الكاذب من أجلها اللعنة والطرد من رحمة الله: فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين .
والكذاب لن ينجح في حياته ولن يهتدي إلى الحق والخير فسينكشف للناس عن جبن وخسة تجعل الخيبة ملازمة له في شأنه كله، ذلك وعيد الله للكاذبين حين يقول: إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب وحين يقول: وقد خاب من افترى إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب وحين يقول: وقد خاب من افترى .
ومن الجدير بالذكر أن الإسلام حرم الكذب حتى في حال المزاح، وكان من أوصافه أنه كان يمزح ولا يقول إلا حق، جاءته امرأة عجوز. . أو ما قرأت قول الله تبارك وتعالى: إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكاراً عرباً أتراباً أنه كان يمزح ولا يقول إلا حق، جاءته امرأة عجوز. . أو ما قرأت قول الله تبارك وتعالى: إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكاراً عرباً أتراباً .
وإذا كان الإسلام قد حرم الكذب لما فيه من الضرر، فقد يكون للضرورة مباحا في بعض المواطن التي ترجح فيها المصلحة، فقد أباح الإسلام الكذب لإنقاذ نفس بريئة من القتل كما أباحه في الحرب مع الأعداء لخداعهم وفي الإصلاح بين الناس وفي حديث الرجل لزوجته، وهذا ما يقوله : ((كل الكذب يكتب على ابن آدم لا محالة إلا أن يكذب الرجل في الحرب خدعة، أو يكون بين رجل شحناء فيصلح بينهما أو يحدث امرأته يرضيها)).
وهذه التعاليم في الصدق ربت جيلا في التاريخ البشري ترك أروع الأمثلة على التمسك بهذا الخلق الكريم،ومنه قصة بلال وصهيب لما أراد الزواج من أحد بيوت العرب،......
ولما جلس الحجاج لقتل بعض الأسرى قام رجل منهم فقال : أصلح الله الأمير: إن لي عليك حق، قال وما حقك! قال سبك ابن الاشعث يوما فرددت عليه، قال ومن يعلم ذلك؟ فقام رجل من الأسرى فقال: قد كان ذلك أيها الأمير، فقال خلوا سبيله، ثم قال للشاهد ما منعك أن ترد على ابن الأشعث كما فعل صاحبك، فقال الشاهد: لقديم بغضي إياك فقال الحجاج: خلوا عن هذا لصدقه.
والمسلم يتحلى بالصدق وهو في أشد المواقف وأصعبها ويعلم أنه لا ينجيه إلا الصدق، وهذا كعب بن مالك وهو يحدث عن تخلفه عن غزوة تبوك يذكر بأن الذي أنجاه إنما هو الصدق.
فما رأيكم أيها الاخوة المؤمنون أن نتحلى جميعا بالصدق في القول والعمل، ما أجدر الناس جميعا من تجار وعمال وموظفين ومتعلمين أن يتحلوا بالصدق، لتعود إلى النفوس الثقة التامة التي تجلب الأمن والحب والسعادة والاستقرار وما أجدر المربين أن يربوا أبناءهم وبناتهم على الصدق حتى ينشأوا كراما مطبوعين الجرأة والعفة والأمانة، وليحذر الأباء والأمهات من الكذب على أطفالهم أو أن يعودوهم عليه حتى ولو كان لإسكاتهم من بكاء أو تهدئتهم من غضب، فإن ذلك تعويد على أقبح خلق عند الله، عدا عن أنه يفقد الثقة بأقوالهم فلا تنجح بعد ذلك موعظة ولا يؤثر حديث، قال عبد الله بن عامر : جاء رسول الله إلى بيتنا وأنا صبي صغير، فذهبت لألعب، فقالت أمي: يا عبد الله تعالى حتى أعطيك، فقال رسول الله : جاء رسول الله إلى بيتنا وأنا صبي صغير، فذهبت لألعب، فقالت أمي: يا عبد الله تعالى حتى أعطيك، فقال رسول الله : ((وما أردت أن تعطيه؟ قالت: تمرا. فقال: أما أنك لو لم تفعلي لكتبت عليك كذبة)).
فيا أخي المسلم: احذر الكذبة الواحدة فإنها تفتح لك باب الكذب على مصراعيه ومن عرف بالكذب مرة واحدة سقطت مكانته، وقلّت الثقة بحديثه، فلا يلومن بعد ذلك إلا نفسه، وما أروع ما يقول زياد في خطبته البتراء: ((إن كذبة المنبر بلقاء مشهورة، فإذا تعلقتم علي بكذبة فقد حلت لكم معصيتي، فإذا سمعتموها فاغمزوها فيّ واعلموا أن عندي أمثالها)).