الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ... وبعد :
فعندما تتجول في هذه المدينة العنكبوتية ، تمر عليك نماذج جمالية رائعة من كلامات إلى مرئيات إلى صوتيات ، لكن لابد لهذا الجمال أن يعتريه بعض السموم التي لا يرضى موحد على وجه الأرض يدين بالخلق الإسلامي الرفيع أن يسمع مثل هذه الكلمات : ( لعنة الله عليك .. الله يلعنك .. لعنك الله ، يا ملعون ..... إلخ ) .
هذا كله بسبب أنه خالفه في بعض المسائل ربما لا تتعدى أن تكون فروعا لا تصل إلى الأصول .. أو ربما انطلقت منه هذه الكلمة لمجرد انفعال أو لمجرد العجز عن بيان الحجة ، فلا يجد إلا هذه الكلمة العظيمة (( لعنة الله عليك )) التي ربما تهوي بصاحبها في نار جهنم سبعين خريفا كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم -
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سُخْطِ اللَّهِ لَا يَرَى بِهَا بَأْسًا فَيَهْوِي بِهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ سَبْعِينَ خَرِيفًا ) ابن ماجة
وعند البحث عن النهي عن اللعنة وجدت هذه الأحاديث العظيم :
عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ :
(قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ لَعَّانًا ) رواه الترمذي
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا لَعَنَ شَيْئًا صَعِدَتْ اللَّعْنَةُ إِلَى السَّمَاءِ فَتُغْلَقُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ دُونَهَا ثُمَّ تَهْبِطُ إِلَى الْأَرْضِ فَتُغْلَقُ أَبْوَابُهَا دُونَهَا ثُمَّ تَأْخُذُ يَمِينًا وَشِمَالًا فَإِذَا لَمْ تَجِدْ مَسَاغًا رَجَعَتْ إِلَى الَّذِي لُعِنَ فَإِنْ كَانَ لِذَلِكَ أَهْلًا وَإِلَّا رَجَعَتْ إِلَى قَائِلِهَا )) رواه أبو داود
عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ :
((قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ لَعَّانًا )) رواه الترمذي
عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ :
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((لَا تَلَاعَنُوا بِلَعْنَةِ اللَّهِ وَلَا بِغَضَبِ اللَّهِ وَلَا بِالنَّارِ )) رواه أبو داود
ونظر إلى هذا الحديث الذي يحذر النبي – صلى الله عليه وسلم – النساء من اللعان وأنها سبب في دخول النار حيث قال – صلى الله عليه وسلم – :
((يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ فَقُلْنَ وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ ))
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية :
واللعنة تجوز " مطلقا " لمن لعنه الله ورسوله ؛ وأما لعنة " المعين " فإن علم أنه مات كافرا جازت لعنته . وأما الفاسق المعين فلا تنبغي لعنته ؛ ** لنهي النبي صلى الله عليه وسلم أن يلعن عبد الله بن حمار الذي كان يشرب الخمر } مع أنه قد لعن شارب الخمر عموما مع أن في لعنة المعين - إذا كان فاسقا أو داعيا إلى بدعة – نزاع ) ج 2 ص 63
هذا والله تعالى أعلم ، نسأل الله أن يهدينا إلى أحسن الأخلاق