تجاوزت جنوب أفريقيا كل أنواع العقبات لتبني خمسة استادات جديدة تماما وتجدد وتطور خمسة استادات أخرى لاستضافة مباريات بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2010 .
وخمدت تماما المخاوف الأولية من عدم اكتمال بناء الاستادات الجديدة في الموعد المحدد قبل البطولة بسبب تأخر بدء أعمال البناء في بعض الأماكن والسلاسل المتكررة من إضرابات العاملين.
فقبل ستة أشهر تقريبا على انطلاق منافسات البطولة انتهى بالفعل العمل في ثمانية استادات ، بينما دخلت أعمال البناء في الاستادين المتبقيين وهما "سوكر سيتي" في جوهانسبرج و"كيب تاون" مراحلها الأخيرة.
ويتوقع أن تستقبل جنوب أفريقيا خلال بطولة كأس العالم نحو 400 ألف زائر أجنبي.
وبداية من استاد "سوكر سيتي" الرائع في جوهانسبرج إلى استاد "موزيس ماباديا" في ديربان واستاد "جرين بوينت" الذي يتمتع بموقع خلاب في كيب تاون ، يبدو أن جنوب أفريقيا قد استعدت بكل طاقتها لتثبت للعالم كله ما تستطيع أفريقيا تقديمه.
وللتأكيد على الهوية الأفريقية فقد جاءت عدة استادات بجنوب أفريقيا مستوحاة من تصميمات أو لمسات أفريقية.
فنبات القرع (اليقطين) الذي استوحى استاد "سوكر سيتي" شكله منه هو نبتة تنمو فوق الأرض مباشرة ويتم تجويفها لتستخدم في حفظ الطعام أو الماء.
وتعلق مدينة جوهانسبرج على هذا الأمر قائلة : "في الأساس يمثل نبات اليقطين تقدير أفريقيا الكبير للحياة كما أنه يرمز إلى روح الأوبونتو (فلسفة أفريقية حول المشاركة الإنسانية)".
ويسع الاستاد ، الذي كان الأعلى كلفة بين جميع الاستادات المجددة بقيمة 4ر3 مليار راند (459 مليون دولار) 89 ألف متفرج وهو مغطى بالبلاط الأحمر والبني الذي يتوهج لونيه تحت أشعة الشمس ، بينما يتمتع بإضاءة ليلية رائعة تأتي من تحته وتشبه "حفر النار" لتجعله أشبه بوعاء فوق لهيب النار.
وفي الوقت الذي كان وعاء الطهي فيه رمزا لجوهانسبرج بوصفها مكانا تمتزج فيه الحضارات ، فقد ألهمت الزرافة مصممي استاد "مبومبيلا" في نيلسبروت عاصمة مقاطعة مبومالانجا وسط غابات السافانا.
ويقع الاستاد في موقع طبيعي خلاب وسط البساتين الحمضية على أعتاب متنزه "كروجر ناشونال بارك" الشهير ويرتكز الاستاد الذي بلغت تكاليف بنائه 3ر1 مليار راند ويسع 45 ألف متفرج على أبراج حديدية عملاقة برتقالية اللون وشكلها يشبه الزراف.
وتظهر أشهر شجرة أفريقية "شجرة التبلدي" بشكل جلي في تصميم الاستاد الجديد في شمال مقاطعة ليمبوبو ، فالأركان الأربعة التي تدعم سقف استاد "بيتر موكابا" الذي يسع 45 ألف متفرج في مدينة بولوكواني تمثل الشجرة الاستوائية العريضة وإن كانت أوجه الشبه لا يمكن ملاحظتها فور النظر إليه.
وفي الوقت الذي لا توجد فيه أوجه تشابه بين أي شيء أفريقي واستاد "موزيس مابيدا" في ديربان ، فإن الميناء المهم يأمل في أن يكون استاده ، الذي سيستضيف مباراة بالدور قبل النهائي لكأس العالم وهو جزء من مجمع رياضي كبير يضم حوض سباحة طوله 50 مترا ، موطن أول دورة ألعاب أولمبية تقام على أرض أفريقية.
ويقع استاد "موزيس مابيدا" على ساحل المحيط الهندي ويسع 70 ألف متفرج ويتمتع بأكثر تصميم معماري جريء بين باقي استادات كأس العالم الأخرى بجنوب أفريقيا حيث يوجد به قوس مركزي يبلغ طوله 106 أمتار ويستطيع الزوار تسلقه عن طريق سيارة كهربائية ليشاهدوا مدينة ديربان كلها من الأعلى أو قد يمارسون رياضة القفز من فوقه إذا كانت لديهم الشجاعة لذلك.
ولكن إذا تطرق الحديث إلى جمال أو تميز الموقع فإن استاد "جرين بوينت" الجديد في كيب تاون ، والذي تغير اسمه إلى استاد كيب تاون مؤخرا ، يتفوق كلية على جميع منافسيه الآخرين.
فالاستاد الجديد الذي يسع 65 ألف متفرج وسيستضيف العديد من مباريات كأس العالم 2010 من بينهم مباراة بالدور قبل النهائي يقع بين جيل "تيبل ماونتن" والمحيط الأطلسي ويطل على عدة مناظر مقابلة لجزيرة "روبن آيلاند".
وبعدما بلغت التكلفة الإجمالية لبنائه 5ر4 مليار راند فقد أصبح استاد كيب تاون هو الأغلى ثمنا بين بقية استادات كأس العالم العشرة بجنوب أفريقيا مع العلم بأن هذا الموقع الفريد رفع من تكلفة بناء الاستاد كثيرا.
وكان أول الاستادات التي اكتمل بناؤها في حزيران/يونيو الماضي أي قبل عام كامل من مونديال 2010 هو استاد "نيلسون مانديلا باي" في مدينة بورت إليزابيث. وهذا هو أول استاد يبنى خصيصا من أجل كرة القدم في عاصمة مقاطعة إيسترن كيب. وسمي الاستاد باسم أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا وهو الزعيم الشهير نيلسون مانديلا الذي ينحدر من هذه المنطقة.
ويسع الاستاد 47 ألف متفرج ويقع على بحيرة ويتمتع بسقف مميز ، وقد استضاف بالفعل العديد من مباريات الرجبي وكرة القدم الدولية هذا العام. وجرت تعديلات عدة أقل درجة بأربعة استادادت أخرى استعدادا لمونديال 2010 وهي استادات "إليس بارك" في جوهانسبرج و"لوفتوس فيرسفيلد" في العاصمة بريتوريا و"رويال بافوكينج" خارج مدينة راستنبرج الشهيرة بالتعدين بمقاطعة نورثويست واستاد "فري ستيت" في العاصمة القضائية بجنوب أفريقيا مدينة بلومفونتين.
وقدر اتحاد للتجارة في مدينة كيب تاون يدعى "خدمة البحث العملي" القيمة النهائية التي تكلفتها الاستادات العشرة وما استدعته من بنية أساسية مرافقة بنحو 4ر17 مليار راند.